أخطاء في التعامل مع القرآن
كثير منا تقتصر تلاوته للقرآن على قراءة جزء معين منه، مثل الذين يحرصون على تلاوة سورة البقرة للرقية، حتى أنهم يشترون كتيب فيه سورة البقرة فقط. أو البعض يؤمن بعظيم قدر سورة (يس) فيتلوها ليلا نهارا دونا عن بقية القرآن. و هذا يعد أخطاء في التعامل مع القرآن فادحا، إذ إن القرآن ينال المرء فضله و أجره كاملا بتلاوته كاملا، في ختمات يحرص عليها بحيث يقرأ كل يوم و لو قدر بسيط منه، لكن من أوله إلى آخره.
قراءة آيه معينة لمرض خاص، و تكرارها ٥٠٠ مرة. مثل قراءة آية الكرسي لمرض الكبد.
هذا ليس المقصود من علاج القرآن. فالله تعالى ذكر أن فيه شفاء، و لكن للمؤمنين. فشرط حدوث الشفاء هو الإيمان، و كل شخص يحصل له الشفاء بقدر إيمانه.
كما أن الله تعالى ذكر أنه شفاء و ليس علاج. والشفاء يعني أن الشفاء حاصل لا محالة، و أما العلاج فقد يخطئ و قد يصيب.
كما أن حصر الشفاء في إطار الأمراض العضوية يعتبر خطأ كبير، لأن الكلمة عامة و ليست معينة. فقد يكون شفاء من أمراض نفسية، و قد يكون شفاء من أمراض اجتماعية و غير ذلك. فلا يقتصر على الأمراض العضوية أو الشيطانية.
و من هنا يمكننا أن نفهم أن الشفاء ليس مقتصرا فقط على قراءته و تلاوته، فقد يكون الشفاء في حكم و قواعد ذكرت فيه. مثل بعض القواعد الغذائية و غيرها. فالشفاء قد يكون بفهمه و تفسيره تفسيرا صحيحا.
قراءة آيات أو سور معينه بغية الأجر للميت، لم يرد مثل هذا في القرآن أو السنة إلا أن يكون للميت فضل في تعليمه القرآن أو تلك السورة تحديدا.
التبرك بوضع القرآن في مكان ما. فإن بركة القرآن لا تحصل بهذا و إنما بتلاوته و تطبيقه و اتخاذه منهج حياة، و ليس بركنه على الرف، كما يفعل البعض بوضعه في السيارة أو في الصالون.
فتح تسجيلات القرآن في البيت على مدار الساعة قد يحصل منها بعض الفائدة، لكن فتح القرآن و عدم تدبره و الاستماع له لا يجوز، لأن الله تعالى أمرنا إذا قرئ القرآن أن نستمع له و ننصت.
قراءة القرآن في الأعراس أو مواضع فيها مجون و لهو لا يجوز. في الأعراس بهذا الزمان يكون الناس في لبس غير لائق و غير محتشم، كما أن الطبول و المعازف حاضرة للهو و التسلية.
و أما قد يقرئ عند عقد القران لتذكير العروسين بشرع الله و أن هذا من نعم الله على عباده أن يجعل لهم أزواجا يسكنوا إليها، فهذه أحوال تتخللها الفرح و الجدية و الرجاء ببناء أسرة جديده على طاعة الله، و هي مختلفة عن أجواء الأعراس