المبالغات في تعليم الأداء القرآني 2023

المبالغات في تعليم الأداء القرآني

في السنوات الخمس الأخيرة تحديدا ازداد استخدام مصطلح الأداء القرآني و أصبح الجميع يريد أن يشارك فيه و يبرز من خلال هذا العنوان! خاصة الباحثين عن الشهرة!
فنشأت تبعا لذلك للأسف بعض المبالغات في تعليم الأداء القرآني من قبل غير المختصين في هذا المجال. و هناك قاعدة مهمة جدا: أي مبالغة في أمر يكمن خلفها الجهل. فهذا معناه أن الوسطية دوما تنشأ عن الفهم الصحيح و العلم الواضح، أما المبالغة في أمر فهذا يعني أن صاحب المبالغة يحمل حقيقة الجهل به أو نقص الرؤية المتكاملة.

المبالغات في تعلم الأداء القرآني

انحصرت في ثلاث موضوعات تقريبا:

النفس
تدريبات الصوت
تدريب العضلات و التحكم بها

 النفس

بالغ الكثيرون في موضوع النفس و اشترطوا عمل تمارين التنفس قبل البدء بالتلاوة كنوع من الإحماء. و الحقيقة هي أننا لسنا بحاجة لذلك مطلقا. قد أتفهم أن البعض يعانون من ضعف في النفس لأسباب صحية، و هؤلاء عليهم القيام بما يسمى: بتمارين إعادة تأهيل النفس لتوسيع المساحة المستخدمة من الرئة. و لكن هذه التمارين لابد أن تتم تحت إشراف طبي، أي من قبل اخصائي العلاج الطبيعي و ليس معلم القرآن!

بعض معلمي القرآن يسمعون لبعض التوجيهات الصحية الخاصة بالنفس التي يجدوها على وسائل التواصل الاجتماعي، مثاله: خذ النفس من الأنف و أخرجه من الفم!

هذه المعلومة الطبية ليست مناسبة للجميع، هناك فوارق في الحالات. مثاله: من لديه التهاب في الجيوب الأنفية إذا قال له المعلم لابد من إدخال النفس من الأنف و إخراجه من الفم سيؤدي ذلك إلى حدوث صداع لدى الطالب! لأن المجاري الأنفية و تلك الجيوب ممتلئة بالمخاط، و بالتالي نسبة الهواء الداخل تكون قليلة. إضافة إلى أن قدرة الأنف على ترطيب الهواء الداخل و تنقيته تقل، و هذا يعني أن جودة الهواء الداخل للرئتين ليست بالجودة الكافية، و بالتالي قد يسبب بعض الجفاف. فالصحيح أن يأخذ الطالب النفس من اي مكان، حسب ما يريحه. حتى لو من أذنيه، لا مشكلة في ذلك!

بعض معلمي القرآن يقولون: هذه التمارين هي من سبيل حصول استرخاء الطالب،او استرخاء عضلاته و ذهاب توتره! هذا الأمر لا يتطلب أكثر من أخذ الطالب لنفس عميق تدريجي بهدوء، قبل التلاوة، أو حتى أثناء عملية التلاوة. و أما وصف تمارين خاصة بالنفس فهي مبالغة لا ينبغي تداولها في مقارئ تصحيح الأداء القرآني.

 تدريبات الصوت

لابد أن نعي تماما أن قارئ القرآن ليس بحاجة مطلقا لما يسمى بتدريبات الصوت!. هذه التدريبات خاصة بأهل الغناء و الإنشاد و المقامات. و لا علاقة لقارئ القرآن بها. هذه التمارين تمكن الشخص من رفع صوته و الغناء بدرجة صوت عالية دون أن يحدث أذى للأحبال الصوتية. فبالتالي قارئ القرآن ليس بحاجة لهذه النبرة، لأن ارتفاع النبرة يبعده كل البعد عن الخشوع و التدبر و فهم الآيات.
مثال هذه التدريبات: أن يقول الشخص (آآآ …) بدرجات متفاوتة و هكذا.